أبية الريح - ضربٌ من تيه

طبول الأرض تُدمدمُ في صدرِ السكون تتشرّدُ النغمة عابر ليل أضاع وجهته يدٌ من فحمٍ تعلو كالنبوءةِ تهوي على جلدِ الأزمنةِ المهترئة فتنفثُ الأرضُ دخانَها الأبدي. الصوتُ يتشقّقُ كجدارٍ مُسنّ يهتزُّ المدى بارتعاشةِ الريح يتلوّى المعنى في حنجرةِ السراب يتقافزُ ظلُّ الماءِ على كفِّ العابرِ كأنّ البحرَ يصرخ صرختهِ الأخيرة. المطرُ يحفرُ على جلدِ الصمتِ أخاديدَ الرغبة في البعيدِ قافلةُ الأحلامِ تسيرُ نحو النغمةِ المبتورة صوتُ الطبلِ يضربُ الليلَ في قلبهِ فيتكسرُ القمرُ إلى مرايا منفية. اليدُ الحمراءُ تكتبُ على الهواءِ حكايةَ الفقد تدُقُّ .. تدُقُّ... ولا أحد يسمعُ غير الغيمِ المتكئِ على زفراتِ الرمل تدُقُّ .. تدُقُّ... فينهارُ الضوءُ على أقدامِ الريح كأنّ الأرضَ تجهل طريق السماء. يجرّ الطبلُ خُطى العالمِ خلفه أعينٌ تقتاتُ من صوتِه شفاهٌ تتكسّرُ تحتَ ندائه لكنهُ أعمى أعمى كفجرٍ لم يشرق. وهناك حيث لا ساعد تصل إلى المعنى يُدفنُ الإيقاعُ في قلبِ الصمت ويذوبُ الزمنُ نغمة ناقصة.