المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف نصوص قصصية

زينب زيادة - قصاصات

صورة
(١) الأماني الناجية ..هي التي نجعلها في ثنايا الأزمنة .! يوما ما .. ستوافي أسماعها النداء و ستزهر !   … (٢) انا لا اعلم .. كيف تكون المخابئ نورا … كيف يستتر القلب … في ركضه في اوار الاحتراق …   (٣) لا تطرق شيئا ..سيؤلمك انتباهه ! .. و إن كان جدارا لجار أوحشك صوته . (٤) كنت أقول .. أنا وحدي في الزحام .. .. و اليوم أنا الزحام داخلي .. كأننا جدران مقبرة . (٥) حكايات الأسف .. تسقيني الحزن ...  ثم تسليني ! (٦) العناوين الشفوقة .. تأتي بأسماعها .. مملوءة بالحن و اليقين ..   (٧) و كأنه .. بآخر الزمان .. كالنبت تماما .. تنمو جراح الليل .!   (٨) ينقصني ..صوت أعلى من قلقي ! .. يسلمني لإغماءة .. أو لبساط ريح .. (٩) للساعات ..ملامح و جوف ! أنا في جوفها .. أرتب وحدي الشجن .. و أنثره ! (١٠) رسائل الروح … ذاتية الإلغاء .. … إن تلونت سكك الوصول ..!

نسيبة شرف الدين - بين الرياح والذاكرة

صورة
تخيل يا صديقي، أن تنظر إلى مخمص قدميك وتجدها مشققة، وهي تجف من التعرق المعتق برائحة الجلد الملّل، مغموسة داخل هذا النعل المرقَّط. الدماء جافة... تأمل، يا صديقي، أنك جالس بمأمن من الرياح العاتية أسفل تل رمل صغير في صحراء وحيدة. تحاول أن تستنشق نصيبك من الهواء، وأسنانك البيضاء غدت شديدة الصفار والتعفن. ثم تأتي الرياح، تحمل تلك الرمال صوب وجهك المكتظ بفتات التراب الناعم، إذ تخفي ملامح وجهك النضير. أغمض عينيك، علَّها تكون خاتمة العواصف. تخيل، يا صديقي، أن تستفيق هكذا بلا ماضٍ أو مُتَّجه أو حتى متكأٍ رحيمٍ. في تلك الرمال، يا صديقي، كل ما عليك أن تجرّ كفة يدك وتمررها على وجهك، علَّ أهدابك تمنحك بصيص الرؤيا لتبصر ما حولك. رداؤك، يداك الملفوفتان بطقِّ قشور الثعابين، شعرك الخمري المبطن... لتقل في نفسك: ما هذا؟ ما هذا الزي؟ بربِّك، هذه الصحراء؟ ما هذا القرف؟ ممزقٌ، مقززٌ، كأنه نُزع تَوَّاً من جلد جِيفة لقيت حتفها من لدغة زاحف مسموم اللعاب، مسمغ جاف خشن، باهت الألوان معطر برائحة التعرُّق لحظة تتدفق فيها الأدرينالين. تخيل، يا صديقي، أن تحاول النهوض وأن تصارع الرياح. مجرد محاولة، مثلاً، التشبث بالر...

ريتا الحكيم - لا غبار على الموت

صورة
 لا غبار على الموت  اليوم عُلّقتُ على جدارٍ، صورةً بالأبيض والأسود، في إطار فاخر، بدا لي الأمر وكأنه مكافأة نهاية الخدمة. من حيث أنا الآن، أرى الجميع وهم يعبرونني دون أي اهتمام يذكر، وحدها أمي كانت تطل علي بين حين وآخر، تمسح عني غبار الزمن، ترتشف قهوتها وهي تتأملني بحنان، تحدثني عن عقوق إخوتي، وما آلت إليه أحوالهم. شكوت لها من حكاك في أسفل ظهري، بادرتني بمسحة من يديها وابتهالات بشفائي، رجوتها أن تحضنني بين ذراعيها، قالت لي: - كفاك دلعا يا ولد، كُفّ عن الجلوس هكذا دون أن تفعل شيئا، أما اكتفيت من هذا الشرود واللامبالاة؟  هيا انهض بسرعة لتزيل عن جسدك التراب العالق عليه ريثما أكمل طعام الغداء وسأعود إليك لنشرب القهوة. طال انتظاري إلى أن غفوت ولم أصحُ إلا على صوت دندنة أختي _المبتهجة دوما_ لأغنية وردة الجزائرية "بتونّس بيك" أنصت بمتعة مراهق يلفظ طفولته على مشارف الشهوة، تكورت في المكان وفي حضني "بهية" ، غبت للحظات في سواد شعرها وليله الحالك، لم يدم ذلك طويلا ، أختي "هناء" توقفت عن الغناء وصفقت وراءها الباب بقوة. الكثير من الشوق لمن احتلت حضني البارد للحظات خلته...

فتحي إسماعيل - مقهى قديم

صورة
مقهى قديم الفتى الذي يجلس بجوار الفتاة الحسناء، يبستم بثقة مُغيظة ومَقيتة، يهمسُ في أذنها. البللُ يلمع على شفتيه، يتراقص لسانه المبتل هو الآخر.. لسانه لا يفتأ يخرج من بين شفتيه، نظرات عينيه لزِجة كذُبابة، تحطّ على خد الفتاة وأنفها وشعرها، لا يلتفت لما حوله. يفوّت على نفسه متعة النظر من النافذة المطلة على الميدان العتيق الأنيق، ومشهد السماء بزرقتها المُلبّدة بسُحُب بيضاء قطنية، لا يرى وجوه الناس وابتساماتهم وحكاياتهم التي ترويها العيون وحركات الأيدي. لا يراني وأنا أشفق عليه من مغبة الوقت الضائع، يتجه بكلّه ناحيتها.. هي لا تعطيه كلّها، فقط جانب وجهِها، بينما عيناها حرة من شِباكه، تتأمل روّاد المكان بفضول طفولي، ثم تتنقل عيناها ما بينه وبين النافذة التي تجاورها. *** الشاب الغارق حتى الثُمالة في تفاصيل الحسناء، يهمسُ في أذنها بكلمات.. بدت من انشغال عينيها عنه أن حديثه مُمِلّ. لم ينتبه إلى جحافل النمل التي تخرج من فمه وتصعد على أنفه وتنتشر فوق جبهته. *** الرجل الذي لم يملّ من الهمس في أذن الحسناء، لم يُثنِه الكرسيَ الذي بدأ يئز مِن تحته، والمنضدة التي علاها التراب، والنادل الذي انحنى ظهره. ...