المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قراءات

أبية الريح - العاطفة الزاهدة: تصوّف القلوب

صورة
▪︎ مقدمة في قلب الصخب، حيث تصطخب الأرواح في مزاد التعلّق، ينسحب الزاهد بصمتٍ لا يشبهه صمت. يقطع خيوط الوهم التي نسجها الغرام، فيتحرر من حبال القيد التي تسمّى "حبًا". ليس عداءً للحب، بل فهمٌ عميق لجذوره، كمن يرى ظل الشجرة ثم يدرك أن الأصل تحت التراب، لا فوقه. هكذا يخرج الزاهد من مدارات العاطفة، لا فرارًا منها، بل رغبةً في اتساعٍ أرحب، حيث المحبة بلا اشتراط، والتعلّق بلا تقييد. ▪︎ العاطفة بين التملّك والتحرر حين تُولد العاطفة، تولد معها بذرة التملّك. نُحب لأننا نبحث عمّن يملأ نقصنا، كأن القلوب فجواتٌ تفتّحت في أعماقنا، نرجو ملأها بمن نختار. لكن الزاهد يرى غير ذلك، لا ينظر إلى القلب كوعاء ينتظر الامتلاء، بل كنبعٍ يتدفّق من ذاته، فلا يرجو من أحدٍ قطرة. إنه ذاك العارف الذي اكتشف أن الحبّ الحقيقي ليس في الأخذ، بل في العطاء الذي لا يشترط عودة، ولا يترقّب مكافأة. هنا، تكمن الفلسفة: الحب كفعلٍ مستقل، كصلاةٍ لا تُسمع سوى في داخلك. أليس المتصوّف يصلي بصمتٍ داخلي، لا يعنيه مَن ينظر إليه؟ كذلك الزاهد في الحبّ، يحبّ في سره، ويبتسم كما لو أنه رأى سرًّا غائبًا عن الأعين. الحب عنده كالماء في ...

أمير أحمد حمد - تأملات في أغاني الحقيبة

صورة
  تأملات في اغاني الحقيبة   غنى القمري على الغصون ذكرني الدر المصون فريد عصره المامثله شئ قمرنا الليك متربصون يالغصن البزري الغصون ملاك محروس داخل الحصون شمس الكون تشبه وشي قاسي سماع لهجه الحنون عظيم كالمال حلو كالبنون بريقه يداوى الجنون شعاع محيه العين تختشي جميل مثلك ماأظن يكون حياء وعفة ورقة وسكون جميل خلقه ومتجلي لون تخافوا يذوب من تيه ولون معاطفه دلال يتمايلون عوم الوز تقليد مشي ليك عالي العالم يهون يالرشا يا اللدن المهون مناظرك فيك يتنزهون يالروض الباسم وشي هواي في هواك ذات العيون الساحرة اللافتة العيون عين سحرك تسبي العيون يالبطران مما نشىء : من الأغنيات الرائعات التي رسمها  الشاعر الأنيق الكلمة سيد عبدالعزيز   بألوان زاهية تجلت فيها  بلاغته التي استمدها  من فهمه العميق لبعض المعاني  التي وردت في القرآن الكريم والصور البيانية الجميلة التي وردت في الشعر العربي من تشبيهات صريحة  وضمنية وبليغة ومقلوبة أيضا  في أسلوب سلس يجعلك تنسجم وتفتح مسارات لخيالك ويحلق بك في فضاء الجمال  مستخدما في ذلك تنقل وتبادل بين قافيتين فكانت قاب قوسي...

برعي محــمد - في فيلم " I Am Thinking Of Ending Things "

صورة
 "فـكرة مينيللي عن الأحـلام مهمومة بمن لا يحلمون حلم الذين يحلمون يخص أولئك الـذين لا يحلمون! ولمـاذا الأمـر هكذا؟ لأن عنما يحلم احدهم يكون هناك خطـر..دائمـًا ما يهددنا حلم الآخر بأبتلاعنا.. حلم الآخـر خطير للغايـة الاحـلام لديهـا أرادة السلطـة وكل واحد منـا هو ضحية حلم الآخـر.. حتى أكثر الأفـراد وداعة هم ملتهمين شرهين، لا بسبب ارواحهـم, بل بسبب احلامـهم.. أحذر من حلم الآخـر! لانك ان وقعت في حلمه انت مقضي عليك لامحالـة!" – جيل دلوز في فيلم " I Am Thinking Of Ending Things "  إخراج : Charlie Kaufman  بنلقى نفسنـا نحن المشاهدين داخل حلم جاك.. الحـاجب العجوز الذي قـرر وضع نهايـة للأشيـاء بلا رجعة,ان يضع نهايـة لحياته.. في الدقائق القليلة قبل ان يعطي نفسـه الموت نطأ ارض أحلامه، يصنع ( انا ) مغايـرة له, شـاب في صباه يأخـذ حبيبته في رحلـة بسيارته لتتعرف على والديه.. فانتازيـا صنعها كوفمـان كفرويدي اصيل لم تلبس ان تتحـول إلى كابـوس.. لكن مـا الجديد الـذي يصنعه كوفمـان؟ في كل الافلام التي تناولت الفنتازيـا الخاصـة بأصحابها كمـا في أفلام ديفيـد لينش و كرونينبـرغ ينهار الحلـم...