المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قصيدة النثر

عزة رياض - أن تكون شاعرا

صورة
 هل جربتَ أن تكونَ شاعرًا؟ وقتها ترى الليلَ عملاقا أَسودَ والأرضَ مثل حلوى غزلِ البنات ترى صنبورَ المياهِ ينزفُ دما و تقطع يدَك مثل صديقاتِ امرأةِ العزيز حين يعبرُ طيفُ من أحببتَ تَقُد قميصَه ثم تغفو تبكي وحدَك في قصيدةٍ ما دون أن تذرفَ دمعةً واحدة يصدر عليك حكمُ بالإعدام حين تقتل فرحةَ أحدِهم وربما تدخلُ الجنةَ لبضعِ ساعات تطفو تغرق تصرخ تغنِّي تحلقَ في السماء ثم تحضِر نجمةً مجانية تهديها إلى حبيبِك فيعلقها في سقفِ حجرته تسلم نفسَك للهواء للماء للنهار للحياة للموت ثم تكتب ما يمليه عليك أحدُهم ترحل من ذاتِك حتى تنجبَ قصيدتَك وأنت تهزُّ جذعَ الكلمة فيتساقط عليك ما تيسَّرَ من السحرِ يصفونك بالماجن بالمهووس يطلقون عليك أسماء تشبه ما يطلقونه على البشر ولا تبالي توبخ نفسَك دوما على كلمة ما زالتْ عالقة في الغيب أو اقتُطفَتْ بيدِ شاعر آخر

كارلوس الباشا - عزف على قمة الألم

صورة
منذ متى كبر حجم الجحيم  اه يا وجع الجنوب  كلما شيدنا الطرقات  تهدمه الطغاة  و كلما اقتربنا الى نحن هو نحنُ  فى الآخر  بعضنا ، جُلنا فى الإنتماء  تفصلنا فوهة البنادق الصيد البشري  و نبكي ثانيةً   هكذا الحزن  أيتها الجنوب الحبيبة  عذراً  ما من شيئا  العجز وحده يحاصرنا  و نحن الذين خرجنا من صلصال  البلدين  و استنزف الطرقات أرواحنا  المبعثرة بين سياج الأوطان  عذراً أيتها الحبيبة  فانني أعشق البلدين  كما لو كأنهما جزء من أجزاء جسدي النحيل  لكني لستُ نبياً او رسولاً  او حكيماً  لاوقف عجلات الخراب  اه يا أيتها الوجع التى تمتص أرواحنا  منذ احقبة  لك السلام ... لك السلام  يا اوردة قلبي المنفيةُ  توبي للاوطان  آه يا بلادي  بلادنا لكننا ننتمى لك وحدك فى الإنتماء  لماذا قتلتنا قبل ان نتعلم المشى  على شوارعك  أهكذا الأوطان برب هذا الخراب  قل لنا لو مرةً أين دروب الاوطان الخالية من الأوجاع  ما معنى ان يحيا المرء دون وطن...

محمد عزوز - نزوح

صورة
  تقول الطفلة لأمها اغلقي النافذة  حتى لا يصلنا الرصاص  وفي منطقة اُخرى تصرخ طفلة اُخرى  افتحي النافذةرائحة البارود في الداخل مخيفة " الاطفال يشعرون بمعنى أن يخسر طفل رائحة الفناء" طرد المسؤول طفلة نازحة عمرها سته اعوام من المدرسة التي كانت مركز ايوا ليفسح المجال لطفلة في ذات العُمر ترتدي زيها الازرق وتنشد  " لي قطة صغيرة  اسميتها سميرة"  ليس هنالك اقذر من حرب يموت فيها الاطفال  والقطط من تتلقى الانشاد والمدح في مناطق المتمردين تعرض للتعذيب لأنه يشبه افراد الجيش في مناطق الجيش تعرض للتعذيب لأنه يشبه افراد المتمردين في السوق الكبير تعرض للرمي بالحجارة  لأنه فقد عقله " ماذا فعل لله ليتعذب هكذا؟ هل قتل نبياً تحت التشيد ؟ " نظر الى السماء وقال  في حياة اُخرى اخلقني سيئاً جداً وليس عاشقاً سي الحظ لاستحق كل تلك الجنائز الصامته في نافذة استخراج الاوراق الثبوتية  كُتب " لا توجد اوراق للولادات الجديدة دار الجنائز استهلكتها،  هكذا اصبح يولد الاطفال  دون أن يعرفوا أنهم ولدوا ويموتون متفاجيئين  متى ولدنا؟

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

صورة
  في ذكرى الشتاء ...  إلى الروح التي استلقت على عتبة الغياب إلى اليد التي رسمت الفوضى وتركت الكون معلّقًا فوق خط النسيان أهديك العدم، أنين النجوم المطفأة في مداراتها وصدى الخطى على جليد الصمت حين تشقّه أصابع الريح. ...  أهديك شجار طفلين في ساحة حلم، حيث الرمل نبيّ، والجوع مؤذن والضحكات قناديل تطفئها زوابع الليل أهديك الغربة، صرخة الموتى على ألسنة الأحياء وصمت التربة حين تُحكى لها أساطير العابرين. ... ها هو النيل، مجرّد وهم في قارورة بلاستيكية يباع تحت شمس لا تملك حتى ظلّها. ها هي الأسواق تغني فيها الأرواح المكسورة أهازيج الجوع والبضائع، مثل أحلام الفقراء، لا تعرف سوى أيدي الحزن. ... أهديك متمردًا هرب من رحم الدفء ليبحث عن وطن في عناق الرياح ووجد نفسه مصلوبًا في برد الشوارع، حيث المطر يهطل ليغسل الذنوب عن أرصفة قاسية. ... (لا شيء) هو الإرث الذي تركه الغياب  وهو المعنى الذي نحمله حين نقطع وديان السهو مشيًا على خيط وهميّ من الأسئلة باحثين عن إشارات في دخان المدن المتعبة علّنا نجد في انحناءات الحكايات فسحة ضوء تشبه ابتسامتك الأخيرة. ... بهنس أنت الذي كتب الفوضى بريشة الي...

أبية الريح - في مهب اللا معنى

صورة
مُغتسلةٌ في الغبار ... ورقةٌ في الريح  أحمل أسرار السماء على ظهري أخشى أن تسقط الطيور عن جناحيها. كان لي حلمٌ ... ..  أم كانت الأماني ظلًا في الحقل؟ كلما اقتربتُ من المدى، ابتعدتُ عن نفسي ... كان .. لي قلبٌ يغني في الظلام  صار مجرد همسات بين جدران مكبلة ... هل تلك السماء هي السماء ذاتها؟ أم أنني ظلٌ في مرآة مزيفة؟ كيف للروح أن تجد راحة وهي تتنقل بين الأنفاس الثقيلة وتُفنى بين الكلمات التي لا تُقال؟ كلما ظننت أنني أنجو من السقوط، سقطتُ مجددًا في مكانٍ لا أعيه. كل شيء هنا بلا معنى إلا الهمسات التي تظل تشعّ في عيني و ما حولي من ظلالٍ متوارية.  لا شيء ثابت لا ظلَّ لمن يُحتسب ولا شمس فقط أصداء الهدوء المكسور تطاردني وتنثرني في الرياح كما يطير الغبار. أين كان الطريق؟ وما الذي بقي بعد أن اندثرت الأوقات؟  أسيرةً في المدى حتى أجد نفسي في ظلامٍ آخر.

محمد عزوز

صورة
  كصبارة وحيدة  يدعكها الشتاء  ولا صدر يضمها  يبتلع صرخاتها الصدى  وتتفتت احزانها في نهاية الرمل هكذا ابدو لي  وانا اتسلل خلسة كقط  الى مطبخ الذاكرة  التهم الحمام المنسي خارج القفص  استلف قطة جارة لمضاجعة  وانسى أنني مجرد قط رث  لكنني  في النهاية  حين اشبه القط الرث او اشبه برتقالة مفعمة بالنعومة  او اشبه حتى بدلة جندي  انا انتمي لهذه البلاد  لي حصة من ارصفتها  ومن نساءها المتشحمات  ولي حصة من قتلاها ، جُثة على الاقل في اليوم  ولي حصة من امهاتها  حلمة للنوم على الاقل  ولي حصة من قمعها  زنزانة  كل عدة صرخات  ولكن حين يكون الوقت للحب  لامرأة ريفية  تُربي اغنامها جوار الحقل  وتغني للجدول  تعلم القمح التأدب امام الجوعى  وتهذب ظلال الظهيرة  اكون اجنبياً  اكون غجري جرفته السيول القديمة للهويات  اكون يهودي جاء ليسرق زنوجها ويبيعهم لمزارع التبغ  اكون الشيطان الذي سكب الزيت الحار  ليسود ارصفتها وبشرة فتياتها الجميلات  ايتها...