المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قــــصص

محاسن الجاك

صورة
  عَودَةٌ مَيمُونةٌ لَا يَعرِفُ أحدٌ مَتَى جَاءَ (حَاج إبرَاهِيم) إلى قَريَتِهِم الوَادِعَة فِي أحضَانِ الجِبَالِ ذَات الطَّبِيعَةِ الوَارِفَة والأمطَار الغَزِيرة، مُنذُ عَهدٍ بَعِيدٍ وحَاج إبرَاهِيم يَفلَحُ قِطعَةَ أرضٍ صَغِيرةٍ يَحصدُ مِنَها قُوت عَامِه مِن حُبوبٍ وخُضرواتٍ بِالإضَافَةِ إلى الفَوَاكِه، تَضُمُّ المَزرَعَةُ أربَعَ بَقَرَاتٍ وقَطِيعٍ مِن الأغنَامِ تُوَفِّرُ لَه اللَّحمَ والحَلِيبَ مَع مَجمُوعَةٍ مِن الطُّيُورِ الدَّاجِنَة..   لَا يَحتَاج حَاج إبرَاهيم الذّهَاب إلى السُّوقِ في المَدِينَةِ التي تَبعُد ثَلاثمَائة كِيلومتر سِوَى لِجَلبِ كِسَائِه والقَلِيل مِن الدَّواء إذا تَعَرَّضَ أحَدُهم لِوَعكَةٍ صِحِّيَّةٍ وعَجِزَت النَّبَاتَاتُ البَرِّيَّة مِن تَخفِيفِ أمرَاضِه.. كَانَ لحَاج إبرَاهيم خَمسَةٌ مِن الصِّبيَة لَم يَكُن مِن بَينِهِم فَتَاة، تَدَرَّجَ أبنَاؤه في مَرَاحِلِ التَّعلِيم بِتَفَوُّقٍ تَام وعَمِلَ أربَعَةٌ مِنهُم في مَجَالِ التَّعلِيم أمَّا الخَامِس فَقَد اختَارَ مَجَالَ الطِّبِّ البَيطَرِيّ، تَفَوَّقَ هَذا الأخِير في مَجَالِه فَابتَعَثَته جَامِعَتُه ...

هبة النور

صورة
   الحب يصنع المستحيل  أَخْبَرتُهُ مُنذُ أَولِ لقاءٍ بيننا أنني خجولة جدًا، وأنَّ جرأتي خلف الشاشات فقط، احترمَ رغبتي جدَّا، أحَبَّني بِرغمَ العُقدِ النَّفسية التي كُنتُ أَملِكُها؛ حساسيَّتي الشديدة، غيرتي العَمياء، أحسستُ بالذَّنب أن كيف لِمثلهِ بِمثلي!  تدرَّبت كثيرًا على المخاطبة، خرجتُ إلى أماكِن غريبة لِأول مرة وتحدَّثتُ مع عشراتِ الأشخاصِ الغرباء كان صعباً على فتاة انطوائية فِعلها لكِّني كنت مستعدَّة لأفعل المُستحيلَ كي أُسعدهُ، وبعدَ سنين من التدريب وساعاتِ من السهر المتواصِلة أمام المرآة، أحسستُ أنني مهيأة لأن ألتقِ به، راسلته :  أَعلمُ أنَّ زمن الخِطاباتِ ولّى وأن الرسائل المكتوبة أصبحت عتيقة، في ذاكَ العهد كان كل شيء نقي وكان حبهم صادق لذلك اردت أن أجعل هذا الحدث مميز، ما لايخفى عليك يا خاتمةَ الهوى أنني أنطوائية ولكِنَّني بحجم انطوائيتي أحبكَ وأكثر، تخيّل أنك الأمان لشخص لايؤمنُ به إطلاقاً، شخصاً لا يثِق حتَّى في نفسه يعود ليتأكد إذا أغلق الباب جيدًا أم لم يفعل، يُعيد حساب النُقود ثلاث مراتٍ قبلَ دفعِها علَّهُ أخطأ عدَّها، هذا الشخص سلمك أغلى مايملك س...

عطية بادي - تجاوز

صورة
تجاوز .. كانت تجلس ـ على غير العادة ـ  وتصحبها مرافقة أخرى ، وككل ليلة جلسنا نحن نتسامر ونضحك ونرتشف قهوتها التى أدمنّاها .. ليلتها قالت لنا بحزن : من بكره أنا حا أتحبس وعرسى بعد شهر وحا تكون شقيقتى ( زينه ) دي قاعده فى محلى هنا ، هى طالبة وستكون يوما ما زميلة لكم هى فى مستواها الثالث هندسه كهربائية ... وأتمنى أن تكونوا معها كما كنتم معى ... سادنا الحزن .. كيف سنحرم من تلك الإنسانه الجميلة ونحرم من صناعة قهوتها .. لم تخذلنا زينة ، فقد ملأت فراغ شقيقتها تماماً .. ـ يوم الخميس عرس حوريه أختي  وقالت ليكم لازم تجوا .. هكذا أبلغتنا زينه .. ........ حورية .. عروسة الملائكة والملائكة من نار وهى بنت نار الجبنه ... نحن جميعاً نحبها وكنا نتمناها فى مهنة أخرى زميلة .. موظفة معلمه .. طبيبه أى شئ عدا ست شاى حتى نقترع على الزواج منها .. فى ليلة الخميس كنا هناك ... نتشوق لرؤيتها وهى فى كامل بياضها ..... كنا نتمنى أن نكون جميعا هناك .. زبائن حورية خلال الخمس سنوات الماضية .. حسن فى أميركا .. على فى هولندا .. تيجانى فى الأمارات .. يس فى الكويت ، وكثر هم اصدقاؤنا الذين هاجروا ولم يتركوا لنا فرح...

يحيى بلوماي - تحالفهم والرأسمالية

صورة
تحالفهم والرَأْسُماليَّة رأينا جمع غفير من الناس حول أم مكلومة أثناء تجوالنا في هامش المدينة ، وجاءتنا الإجابة سريعاً من فلذة كبدها المسجي أمامها بائن الضلوع شاخص العينين ،  وفي صباح اليوم التالي من هاتيك الليلة الحزينة ، نما إلى مسامعنا من المذياع ، أصوات مهللة مكبرة لحشود تستمع لخطاب للوالي محشي بالوعود ، وخوفا من أن ينفجر فيا شريان ، وليت الأدبار من المكان ، وأنا هائماً على وجهي أذا بي في مواجهة التضاد ، ضمنت أن المكان ظليل ، الجو بارد والهواء عليل ، دلفت لا أرادياً وبلا تفكير ، ووجدت نفسي  بـ ( الأصانصير )  جلست وأنا على مقعد يتسع لشخصين يتوسط بهو المول في صمت تام بلا قول ، تأملنا النهمون والنهمات يهرولون ما بين أماكن الماركات والأكلات وأكثر ما جذب أهتمامنا مشية إغترار من توسط جبهته ( غُرَّة ) ، أتخذنا قرارنا بالمغادرة قبل التقيء ، و خرجنا نجرجر أذيال أرتداد البصر خاسئا وهو حسير.

علاء سرفاوي - مشروع وطني

صورة
   علاء السرفاوي        بلدنا هذه السنة، بلغت الإكتفاء الذاتي من محاصيل الزراعة الموسمية مبلغ التخمة والتجشوء، ذلك بفضل كميات الأمطار الغزيرة التي تساقطت على نحو لم نشهد له مثيل من قبل.        تنبهت حكومتنا الى ذلك جيداً، فقامت بتدشين وأطلاق مشروع وطني طموح لتصدير فائض هذه المحاصيل. العجور، البطيخ، البامية، البطاطس، القثاء(التبش) سيتم تصديره. حسب نبؤات العرّافين؛ فالمشروع من شأنه إزاحة الأزمة الإقتصادية العملاقة التي جثمت فوق صدر البلاد وسدت نفس المواطنين الغلابة فزادتهم موتاً على موتهم.        أسمعني: زن لي كيلو من الأرز ونصف كيلو آخر من اللحم، فيباغتك التاجر مغتطباً: خذ كوم البطاطس هذا مجاناً (البطاطس ما يديك درب) كما يقول الزبائن بسوق البطاطس إشارة الى كثرته.        فيما سبق أنا أيضاً كنت أبيع البطاطس ولمّا كسدت تجارة البطاطس، عملت حدّاداً في سوق السكاكين، ثم كمساري لبعض الوقت قبل أن يستقر بي المقام أخيراً بسوق الشمس بائعاً للسجائر وتبغ الشيشة والرصيد. كوّنت أواصر بيع وشراء متينة مع جيراني الشمس...