حسام علي

 


(بالدارجي) 


 السودان ده جو الانجليز لقوهو خلا  .. ناس مشتتين في ارض واسعة .

النفوذ كان فيهو للطرق الصوفية بدقو نوبتهم فيتحلق الناس حولهم من كل جنس ولون ويطعمون الطعام ويعلمون الناس الضروري من الدين. 

المعاملة الهينة اللينة وثقافة " لو ما عجيني منو البيجيني" حولت المشايخ ديل لى قيادات روحية واجتماعية .

وكم من قرية ومدينة ظهرت ادمن العدم عشان سكنها واحد من المشايخ .

اها الانجليز جو لقو السودان ده عامل كده .

فقررو يعملوا موضوع الادارات الأهلية ده منها ينوبو عنهم ويكون جسر للتواصل بينهم وبين المجتمعات المحلية لانو عارفين قصة الخواجة ألجأ السودان من الهند فقال لى عمك شيلني _ يشيلو يحوم بيهو يعني عشان الخواجة ما يمشي _ فقام عمك طلع للخواجة في رقبتو وقالو ليهو : نحن هنا الكبير بيركب فوق ضهر الصغير" وخلا الخواجة يحوم بيهو رجالة كده .

فدعمو الادارات الأهلية ونفوذها مع ضمان ولائها ليهم وبقو هم أهل الحل والعقد 

ده عشان الطبيعة الإجتماعية والجغرافية والاهم كان في بالهم فكرة المهدية .. الدراويش الكسرو الصندوق الانجليزي .

فرجال دين كت بيامنوا بانوا الخروج على الحاكم حرام ومسألة ذهابو بقائوي بترجع بس للمصلحة خطيرين .

الانجليز ما عملوا الحاجة دي بالساهل وانما بعد صبر ومثابرة وعمل وتخطيط حتى نجحوا. 

آبائنا الجابو الاستقلال كانو افندية غابت عنهم روح القيادة فاكتفوا بادارة الدولة الورثوها من غير تعديلات جذرية في البنية بتاعتها تهدف لبناء دولة وطنية حديثة خيرها يرجع لابنائها. 

فحافظو على الإدارة الأهلية كاداة من أدوات السلطة .

فكان في أطراف السودان المترامية بيحكم العمدة بى فهموا وبى العرف لا بى كتاب وسنة حال مشايخ الصوفية ولا بالقانون حال اي دولة حديثة .

البتغلب العمدة الموضوع بتحول لى الدولة وبى مساعدة العمدة .. يعني الاتنين بيدعموا نفوذ بعض 

فكان القاضي البوكسي بتاعو بيشق العجاجة ودفتر احوالو في اباطو معاو عسكريين لافي الحلال والقرى عشان يعقد محكمتو تحت ضل شجرة كبيرة مستمدا سلطتو المعنوية ما من هيبة الدولة وانما من شيخ الحلة وعمدتها الجالسين عن يمينو وشمالو. 

المثقفين التقدميين كعادتهم اتعاملوا برعونة مع الموضوع ودقو جرس ضد الطائفية والرجعية وبلا وبلا .

والمثقفين في الدولة رخو جسمهم عادي ومشو الموضوع كده من غير محاولات اصلاحو بى صورة سلسة ومتدرجة  .

طبعا في قاعدة فيزيائية بتقول ليك وانو كلما طال عمر النظام واستمر في الزمن بتزيد نسبة العشوائية فيهو. 

فكان طبيعي بعداك ظهور المراحيل واتجاه الدولة لى انها تتنازل عن احتكارها للعنف لصالح القبيلة وبعداك جات الإنقاذ الخلقت شيطان الدعم السريع وفعلت دور القبيلة بشكل اكثر سفورا وهو اكثر سفورا لانو كان في يدها النفوذ والسلطة والمال .

الا انو الجميع شركاء الحركات المسلحة والاحزاب السياسية ونظام الإنقاذ. 

الحاصل هسه ده امتداد للمنظومة دي المنظومة البلغت نسبة العشوائية فيها درجة يستحيل فيها بقاء النظام ده .

فهو ح ينهار ح ينهار دي تكاد تكون حاجة حتمية حسب تحليلي .

دورنا في انو نتدخل في نهايتو دي وندفع لى انو يكون انهيار النظام ده لصالح بناء الدولة او انو السودان الذي نعرف يتمزق تماما .

الناس بتقول الحل في بسط هيبة الدولة. يب ده كلام حلو لكن .. هل نستطيع أن نطلق على السودان الآن اسم الدولة ؟

والاهم كيف يتم هيبة الدولة وما هي هيبة الدولة. 

جنود مدججين بالسلاح منتشرين في الشوارع؟؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

النور حمد يكتب: الحكومةُ الموازية هي بداية المخرج

أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان.