أبية الريح - همسة
همسة رماها الله
في أذن الريح
تخصُّ الماء
حين يلتف
حول جذع شجرة
تخصُّ الغيم
حين يتماهى
مع المدى
جزء
من كل ما يُعانق
ولا يؤذي.
حنينة
كعصفور
يوقظ جناحيه
في غربة الشتاء
حضن
لا يختبئ
فيه الألم
رفقة تفهم
أن العناق
ليس جسدا
يضم جسدًا
بل غيمة
تحتضن القمم
وتذوب.
قفزة
من النور
إلى النور
لا خوفًا
من الظل
بل حنينًا
لما وراءه.
أنا أُصغي لها
حين تنادي
المخلوقاتِ
الهامسة
النمل
يُزيّن الأرض
الشجر
يصلي
في
صمت جذوره
والغزلان
ترتعش
بين خوف
وحرية.
تمس
أجنحة
الفراشات
تُلقي السلام
على
أسراب الطيور
وتتوسد
عيون الكائنات
التي تُقيم
في الهامش
كأنَّ
في كل مخلوق
قبسًا
من الله يناديها.
العناقُ
ليس فعلًا
هو استسلام
يليق
بالأرواح
الطليقة.
تُضمد الجراح
تُعانق
أطياف الحقيقة
تنسجُ
خيوطًا
من الحنين
تجلس
على
حافة العالم
تشعل
قناديل الغموض
تدعو
إلى
قفزة جديدة
نحو
حضن سرمدي
لا
يُؤذيهِ
الافتراق.
...
تعليقات
إرسال تعليق