برعي محــمد - في فيلم " I Am Thinking Of Ending Things "

 "فـكرة مينيللي عن الأحـلام مهمومة بمن لا يحلمون حلم الذين يحلمون يخص أولئك الـذين لا يحلمون! ولمـاذا الأمـر هكذا؟ لأن عنما يحلم احدهم يكون هناك خطـر..دائمـًا ما يهددنا حلم الآخر بأبتلاعنا.. حلم الآخـر خطير للغايـة الاحـلام لديهـا أرادة السلطـة وكل واحد منـا هو ضحية حلم الآخـر.. حتى أكثر الأفـراد وداعة هم ملتهمين شرهين، لا بسبب ارواحهـم, بل بسبب احلامـهم.. أحذر من حلم الآخـر! لانك ان وقعت في حلمه انت مقضي عليك لامحالـة!" – جيل دلوز


في فيلم " I Am Thinking Of Ending Things " 

إخراج : Charlie Kaufman 


بنلقى نفسنـا نحن المشاهدين داخل حلم جاك.. الحـاجب العجوز الذي قـرر وضع نهايـة للأشيـاء بلا رجعة,ان يضع نهايـة لحياته.. في الدقائق القليلة قبل ان يعطي نفسـه الموت نطأ ارض أحلامه، يصنع ( انا ) مغايـرة له, شـاب في صباه يأخـذ حبيبته في رحلـة بسيارته لتتعرف على والديه.. فانتازيـا صنعها كوفمـان كفرويدي اصيل لم تلبس ان تتحـول إلى كابـوس.. لكن مـا الجديد الـذي يصنعه كوفمـان؟ في كل الافلام التي تناولت الفنتازيـا الخاصـة بأصحابها كمـا في أفلام ديفيـد لينش و كرونينبـرغ ينهار الحلـم عندما يجد الحالـم نفسه يواجه ما كان يخشـاه في حلمه.. لكن المفارقة هـنا إن الكابوس هـنا تعيشه حبيبته الشخصية الوهمية التي خلقهـا لاوعيه.. يصنع كوفمـان هنا فانتازيا واعية.. فانتازيا تحيا بشروطـها الخاصة, قـادرة على مقاومة صانعهـا.. 


، أغرب مـا في الفيلم و مـا يجعله تحفة فنية انـه بالرغم ان أننا داخل حلم جـاك.. الا أن القصة تـدور حول صديقته لويز/ايمي/لوسي التي تم استدراجها داخـل حلمـه.. نجدها على مدار الفيلم تشعر كأنـها تم أرغمها على ان تعيش تلك المشـاهد, تطوق إلى الهرب من ذلك الكابوس, تشعر ان حياتها تسلب منهـا.. لوحاتـها و قصائدهـا اصبحت ملكًا للآخرين.. لويز واعيـة بشكل ما انها داخل حلم الآخر.. هنا في الفيلم دائمـًا ما يكـون حلم أحـدهم 

هو كابوس الآخـرين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

النور حمد يكتب: الحكومةُ الموازية هي بداية المخرج

أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان.