هنادي اسحاق اسماعيل - عندما تحاول ان تكتب





عِندما تُحاوِل أن تَكتُب نَصًّا ما،
عليكَ أن تَعيش في عالمِ النص الذي تَكتُبه،  أن تَتجول بين كلِماتهُ وأحرفه، أن تَغرق بِعالم الكلِمات السُفلي، أن تَجعل الأفكار تَتلاعب بِالكلمات، أن تَجعل مسرحيهً تُقام في عقلك وتَكتُب عنها، أن تَكتب عمَّ تُريد أن تقرأهُ أنت فيما بعد، أن تجمع كُل الذِكريات وتضعها في  نص تخلد ذكراه...
أن تَكتُب لِنَفسك، لا لِأحد، لِتفهم الوضع الذي أنت بهِ، لِتُدون اللحظه، 
لِكي لا تَنسى يومًا ما كُنت عليه، 
لِتكون هذهِ الكلِمات حياةً لكَ فيما بعد تَعيش بين سِطورها، لِتنسىَ آلالام وَاقِعك الكَئِيب.

والآن لنترك للقلم مَجاله ليخطُ ما يُريد...
ــ النص:
أشعُر وكأني عجوزٌ عشريني تَتَراقص كلِماتهُ مع ألحان الأفكار، تارةً يكونُ صبيٌ يعشقُ التَمرُد، وتارةً اُخرى يكونُ عجوزٌ حكيم، يعشقُ الفلسفه والكتب، والسجائر والظلام، ويعشقُ النوم لِساعات أو لأيام..، 
إني أشعر بِأنني شَخصان في جسدٍ واحد، شخصٌ يبحثُ عن نَفسهُ عن شبابهُ الضائع، ضائِعٌ بِهذه الكلمات التي لا يهتمُ لها، لكِن شَخصي الأخر يُغرِقُ بي بِها، لا يترُكني، يُغرقني معهُ بِالحُزن... 
فقط قُل ليّ من سمح لِهذا العجوز بِأن يتوغل في عقلي؟، فأنا أُريدهُ أن يخرُج الأن من رأسي، فأنا لا أتحملُ نَفسي على أن أتحمل شَخصًا آخر في رأسي، شخصٌ يَعبثُ بِمشاعري من غير أن يهتم ليّ، يكتُب بِعَبث الكلمات، بِعبث المشاعر، يكتُب من دون يهتم لِأحد، وكأنه يُفرِغ فوضاه التي قد عاشها، بِواسطه كلِماتي التي أكتِبُها الأن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

النور حمد يكتب: الحكومةُ الموازية هي بداية المخرج

أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان.