أنس عبد الصمد نجم - نعاس المصابيح



نعاسُ المصابيح 

لأنَّ المصابيحَ

تنْعَسُ في غرفتي 

سأشعِلُ شمع الخيالِ 

بذاكرةِ البيتِ حتى يُؤازِرُني

فتغني شفاهُك 

من صورةٍ سندتْ ظهرَها 

في الجدارْ 


وكما اللَّيْلِ طفلٌ 

سيرضعُ ضوء الفوانيسِ 

والوقتُ يبرِزُ أنيابَهُ 

ليُقشِّرَ صبري 

وأنتِ تصُدِّينَهُ بالصدى 

وهو ينثالُ تحت الإطارْ


مرَّ طَيْرُ الحَنِيْنِ 

على شُرْفَتِي 

وَرَمَانِي 

بِمَا فِي مَنَاقِيْرِهِ 

مِنْ حَصَى الشَّوْقِ 

والشَّقْشَقَةْ 


رَأيْتُ النَّوَافِذَ 

تَرْشِي السَّتَائِرَ بالرِّيحِ 

ومَنْ يُغضِبُ الرِّيحَ 

غيرُ نوافِذِنَا المُغْلَقَةْ؟ 


مِثْلَمَا كانَ نأيُكِ يَلْدَغُنِي  

يَتَشَكَّلُ مِنْ رَهَجِ الحُزْنِ سِرْبًا

وَيَنْقُرُ أبْوَابِيَ المُرْهَقَةْ 


تُخَادِعُنِي شَفَةُ الحُلْمِ 

تَزْرَعُ قُبْلَتَهَا فِي الكَرَى 

وَهْوَ يَسْرِي 

على جَسَدِ المِنْطَقَةْ 


فيَغِيرُ الدُّجَى 

مُشعِلًا عُشْبَةَ الصَّمتِ 

في غَابَةِ اللَّيْلِ 

واللَّيْلُ يَشْكُو الجِرَاحَ 

فَمَنْ أرَّقَهْ؟ 


تَجِيئِينَ عَابِرَةً 

كالغُيُومِ 

تُطَهِّرُ جُرْحَ (الرُّهُودِ) 

التي يَثْقُبُ القَيْظُ قُمْصَانَهَا 

ولِحَاظُ (الرُّشَاشِ) 

على أُهْبَةِ الرَّقْرَقَةْ 


أنا لَسْتُ نَايًا 

سَيُوْجِعُ صَانِعَهُ بالأنِينِ 

ويُسْقِطُ ألحَانَهُ مِطْرَقَةْ 


ولا عَاشِقًا

نَزَفَتْ مِنْ مَشَاعِرِهِ 

قَطَرَاتُ أنَانِيَّةٍ 

ولِيُرْضِيْ خَلِيْلَتَهُ 

قَتَلَ الزَّنْبَقَةْ 


لَسْتُ سِرْبًا 

مِنْ الرَّهْوِ 

يَبْحَثُ عَنْ شَجَرٍ 

في القُرَى 

وَنِبَالُ الرُّعَاةِ 

لَهُ مِشْنَقَةْ 


أنا زَارِعٌ 

يُوقِظُ الشَّمْسَ 

مِنْ نَوْمِهَا 

تَرْتَدِي ضَوْءَهَا 

وَتُلَوِّحُ للحَقْلِ 

إن جَلَدَتْهُ 

سِيَاطُ الشِّتَاءْ. 


أنا طِفْلُ أرْضِ الزُّنُوجَةِ 

أُشْبِهُ حَقْلَ الورُودِ تَمَامًا 

بِسُمْرَةِ وَجْهِي 

وبِيْضَةِ قَلْبِي 

وحُمْرَةِ أوْرِدَتِي 

والدِّمَاءْ 


أنا عَاشِقٌ 

دَخَلَتْهُ مَدَارِسُ عِشْقٍ 

لتَنْهَلَ مِنْ فَيْضِهِ 

وَهْوَ يَنْبُعُ بالوَجْدِ 

مِنْ غَابَةٍ أبَنُوْسِيَّةٍ 

أورَقَتْ بالصَّبَايَا 

وَفَاضَتْ بِنَهْرِ النِّسَاءْ  


وَهَا أنْتِ رِيلٌ 

عَصِيٌّ على كُلِّ سَهْمٍ 

وَمَا مِنْ أَحَدْ 


وأنا صَائِدُ الصَّبْرَ

سَهْمِي انتِظَارٌ 

وقَوْسِي الأبَدْ 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

النور حمد يكتب: الحكومةُ الموازية هي بداية المخرج

أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان.