في ذكرى الشتاء ... إلى الروح التي استلقت على عتبة الغياب إلى اليد التي رسمت الفوضى وتركت الكون معلّقًا فوق خط النسيان أهديك العدم، أنين النجوم المطفأة في مداراتها وصدى الخطى على جليد الصمت حين تشقّه أصابع الريح. ... أهديك شجار طفلين في ساحة حلم، حيث الرمل نبيّ، والجوع مؤذن والضحكات قناديل تطفئها زوابع الليل أهديك الغربة، صرخة الموتى على ألسنة الأحياء وصمت التربة حين تُحكى لها أساطير العابرين. ... ها هو النيل، مجرّد وهم في قارورة بلاستيكية يباع تحت شمس لا تملك حتى ظلّها. ها هي الأسواق تغني فيها الأرواح المكسورة أهازيج الجوع والبضائع، مثل أحلام الفقراء، لا تعرف سوى أيدي الحزن. ... أهديك متمردًا هرب من رحم الدفء ليبحث عن وطن في عناق الرياح ووجد نفسه مصلوبًا في برد الشوارع، حيث المطر يهطل ليغسل الذنوب عن أرصفة قاسية. ... (لا شيء) هو الإرث الذي تركه الغياب وهو المعنى الذي نحمله حين نقطع وديان السهو مشيًا على خيط وهميّ من الأسئلة باحثين عن إشارات في دخان المدن المتعبة علّنا نجد في انحناءات الحكايات فسحة ضوء تشبه ابتسامتك الأخيرة. ... بهنس أنت الذي كتب الفوضى بريشة الي...
تعليقات
إرسال تعليق