إجلال سيد أحمد




 


صديقة ليزا


في الخامسة مساءاً إنتظرتُ عودة ليزا بفارغ الصبر ..
فقد كنتُ أحمل حُزُناً هائلاً لن يزيحُه عني سوى ليزا ..

ساعة تِلو الأخرى إنتظرتها ولم تأتي ..
ليس بمقدور أحد أن يتخيل جزءاً مما شعرتُ به وقتها عندما تأخرت عن المنزل ..

أتذكرُ أن أول الأماكن التي بحثت فيها عن ليزا كانت المستشفيات ثم الطرقات وكل الشوارع المحيطة بمكان عملها ..بحثتُ عنها حتى الواحدة صباحاً ونِمتُ بمخفر الشرطة وقتها 


وفي الرابعة صباحاً بالضبط ..أيقظني الشرطي ليخبرني أن هنالك فتاة تنتظرني خلف الباب وأوصافها تطابق أوصاف ليزا  .. هرعتُ إليها مذعورة ومفجوعة وفرحة هرعت وانا أود صفع وجهها ولكن عندما إقتربت منها 


كان وجهها متورماً..بيديها العاريتين كدماتٌ لا تُعدُّ ولا تُحصى وكلُ بدنها مُتأذٍ ..كل هذا وعينيها لا تبكيان . .

فبكيتُ أنا...
أخبريني كيف وصلتي لهذي الحال؟كيف تأذيتِ ...هل تعرض لك أحد ما
ماذا حل بكِ يا ليزا أخبريني ؟؟ 

قالت :" يا صديقتي ..إذهبي بي للمشفى..أنا اليوم بطلة أسقطتُ خمسة رجال دفعة واحدة ولكن لِما تأتين للشرطة التي لا أذكرُ لها أي جميل!صدقيني هم لن يُفلحو في إنقاذي كما فعلتُ أنا..ولكن المهم أنني تتبعت موقع هاتفكِ لأسقط هنا حيث ماتتواجدين ،، خُذي مني مفتاح سيارتي  خبئيني ..غطيني..وإذهبي بي للمشفى "


تركتها تنام حتى أوصلتها المشفى ..أخذنا وقتاً كثيرا لعلاج جروحها وكدماتها ..كانت نائمة وكل هؤلاء الأطباء حولها ..
بقيتُ هناك ..بقرب رأسها بالضبط ..حيث لم يزعجنا أحد ولم يأتنا ممرض ولا أحد ليسدل ستائر غرفتها ...
فأنا كتبتُ على الباب 
" جرب الدخول وسأقتلك بيديَّ هاتين" 
لم نخرج من الغرفة حتى مساء اليوم التالي ..خرجنا ولم يجرؤ أحد بالنظر إلينا ..
خرجنا ....ف هنالك بيتٌ بإنتظار عودة ليزا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

النور حمد يكتب: الحكومةُ الموازية هي بداية المخرج

أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان.