أبية الريح - فراغ على حافة الوجود
سقطتُّ، لكنني لم أهبط
سقطتُ، لكن الأرض ليست هي ما أسقطني
كانت السماء أبعد من أن تمسني
أطيافها تلاحقني
لكنها لا تقرأ ما كتبتُ من قبل.
قلتُ، هناك حيث يلتقي العدم
بين اللامكان واللاوجود
هناك يُسدل الستار
على أُفُقٍ ضائع
على لحظةٍ مشوهة
وكلما توسلتُ للبقاء
كنتُ أبتعد أكثر.
ما الذي جعلني أركض في هذا الفراغ؟
هل هو الحنين أم الخوف؟
هل هو الزمن الذي لا يُرى
أم هو الذكريات التي تُطاردني
كظلٍ ميتٍ في الزمان المفرغ؟
أنتِ لا تدركين أن الخطوة القادمة
هي التي ستسحبكِ نحو الجرح القديم.
تركتُ هنا صوتًا لا يتوقف
لا أستطيع تهدئته
أتعلمين؟
حتى الفم لا يستطيع أن يعبر
عن التهدم الذي يحيطني
فأنتِ هنا
ولا مكان لكِ هناك
وأنتِ هناك
ولا شيء يفصلنا سوى لحظة وهم.
تُرى، هل الحياة كالماء؟
تسرب بين الأصابع
وتخلف الجفاف في القلب؟
أم أننا فقط نتنفس السراب
ونظن أن الوجود هو ما نراه؟
أما زلتِ تظنين أن كل شيءٍ هنا
له معنى؟
ألم تسألي نفسك يومًا
لماذا تلعنكِ الأجوبة؟
لماذا تمسكِ الشظايا
حين تكون اليد فارغة؟
ماذا لو كان الأمر كله لعبة؟
ماذا لو أني لستُ موجودة هنا؟
سأظل أفقدني
وأجدني مجددًا في تلك الدائرة
المغلقة التي تسحبني نحو الباطن
من شيءٍ لا أستطيع تسميته.
أين ينتهي هذا؟
وماذا يحدث عندما لا تجدين
إجابة على سؤالك الوحيد؟
هل تقبلين أن تعيشي في هذه الفجوة
التي تبتلعنا وتعيدنا
كلما حاولنا الوقوف؟
في الحفرة، كل شيءٍ يتكرر
ولكنه لا يعود كما كان.
المرة الأولى هي الوحيدة التي تُعاش
ثم تصبح الذكرى
والذكرى تصبح مرآةً كسرتها
قبل أن تلمسها.
الدموع في الذاكرة
أشد قسوةً من أي ألم
لكن ماذا لو كانت الذاكرة هي التي تدمينا؟
ألا تكون الذكرى أيضًا خدعة
نصدّقها كي نكمل الطريق؟
الطريق الذي لا نهاية له
يظل ينادينا
ويظل الوجود يعاتبنا
كأطفالٍ لا يعرفون اللعب
إلا على حافة الهوة.
كيف تكتبين عن شيءٍ لا تلمسينه؟
كيف تظنين أن هذا الجرح سيتوقف
إذا توقفتِ عن نزفه؟
هل تظنين أنني أكتب هنا
لأجدك أم لأجدني؟
في هذا المكان الذي ليس فيه
سوى ظلالٍ مفقودة؟
وأنا في هذا المكان
مستمر في السقوط.
لقد علمتني الأرض
أنني مجرد بقايا
وحين يقال:
لقد تركت شيئًا هناك
أعرف تمامًا أنه لا شيء في الواقع
يظل خلفك
لأنك ببساطة
لا تترك شيئًا سوى خيالاتك.
الوجود هو المسافة
بين الحلم والاستفاق
بين الرغبة والخيبة
بين الأمل الذي ينفجر في السماء
ثم يسقط
بين الحنين الذي لا يفارقك
حتى تسألين:
هل أعيش أم أظل فقط؟
تعليقات
إرسال تعليق