أبية الريح - في غربة الذاكرة

 



حين يختلط السكون بالصراخ

أغرقُ في عتمتي

أغني للفراغ الذي يبتلعني.


الدماء التي كانت تكتبني

أصبحت سراباً

تساقطت بين يديّ كحبات رمل

تذوب في البحر الذي لا أراه.


ألم .. حب .. غربة

يتشابكون في الذاكرة

وفي العيون العميقة

حيث لا شيء يصلُ إلى ضفافِ اليقين.


هل كنت تلك السحابة؟

أم الريح التي تمزق السماء؟

أم الجرح الذي أصبحَ هو الأفق؟

أم الزمان الذي لا يُدرَك؟


كلُّ شيءٍ غريب

لكنني أظلُّ

لا أختفي

أمشي على الجرح

أنقش عليه أسماء لا تلتئم.


أعرف أنني أنزف

لكنني أبتسم

في قلبي شمسٌ لا تغيب

في صدري نارٌ لا تبرئ

لكنها تضيء ما حولي.


هل ترى ذلك الجرح؟

هل ترى كيف يعزف على وترٍ من عظامي؟

إنه لا يشفى .. لا يموت

يعيش فيّ

و أعيش في زمني المكسور.


ولكن هل سأظل؟

أم أكتب ألمي

على صفحة لا تُقرأ؟

هل أظلُّ طائرًا في السماء

لا يعرف أيَّ اتجاهٍ يسير؟

أم أنني الجرح الذي لا ينزف

الألم الذي يصرخ بصمت؟


هذه الحياة

كلُّ شيءٍ فيها لا يعنيني

إلا هذا الحزن الذي أصبح دمي

إلا هذا الجرح الذي أصبح نفسي.


أعيش بين الظلال

أرتدي الكبرياء كعباءة

لا تكشفُ عن وجهي

فأنا من أختار أن أكون الكلمة

التي لا تُقال

اللحظة التي لا تنقضي

والصمت الذي لا يتوقف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

النور حمد يكتب: الحكومةُ الموازية هي بداية المخرج

أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان.