مرام علي - رحلة

وقابلني في السير، قال يدك، قلتُ الخوف، قال لا ضَير، فمشى بي ومشيت، استقام فالتويت، فأقامني مقام التقويم، وتحدّث بالتنجيم، قال بعد الصحراء نبع، قلت نَرِد؟ قال بالطبع، قلتُ الطبع غلّاب، ضحك حتى بكى، ثم حكى ما حكى، قال بل الطبع خلّاب، والقلب قَلّاب، ولولا التقلب ما اهتدى هادٍ، ولا سُمِع منادٍ، أنتِ يا شادِن، غزالٌ ولا سهول، هيامٌ ونحول، قلتُ أنى السهلُ راح؟ قال الرعيُ في السما براح، أدنان وراح، أرعي في السما يا غزال، هنالك النوال، سهول البراري وحوشٌ وشَرَك، خوفٌ وشَك، مستنقعات وبِرك، عزّت في الأعالي النجوم، وتقدّست الأفلاك معلوم، الأعالي للطير والصفاء، وكل صلة أرضية لم تتصل بالسما جفَاء .. ومشى بي ومشيت، قطعنا التلال، قال كل تلّ حال، وردنا النبع فألفينا المنطق والطير، قال نقطع النبع طولاً بلا سير، نسير على الماء بلا التماس، ولا ننحرف عن خط التماس، قلت كيف نقطع الماء بلا خطاوي، قال مثلما ينفذ المؤمن من المهالك والبلاوي، قال بالحب .. قلت: والحب أعزك الله أوله غزالٌ جفّال وآخره مآلٌ نوّال، أو قل العكس، أوله منال وآخره اعتزال، والغزال كناية الصد،...