المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2024

مرام علي - رحلة

صورة
  وقابلني في السير، قال يدك، قلتُ الخوف، قال لا ضَير، فمشى بي ومشيت، استقام فالتويت، فأقامني مقام التقويم، وتحدّث بالتنجيم، قال بعد الصحراء نبع، قلت نَرِد؟ قال بالطبع، قلتُ الطبع غلّاب، ضحك حتى بكى، ثم حكى ما حكى، قال بل الطبع خلّاب، والقلب قَلّاب، ولولا التقلب ما اهتدى هادٍ، ولا سُمِع منادٍ، أنتِ يا شادِن، غزالٌ ولا سهول، هيامٌ ونحول، قلتُ أنى السهلُ راح؟ قال الرعيُ في السما براح، أدنان وراح، أرعي في السما يا غزال، هنالك النوال، سهول البراري وحوشٌ وشَرَك، خوفٌ وشَك، مستنقعات وبِرك، عزّت في الأعالي النجوم، وتقدّست الأفلاك معلوم، الأعالي للطير والصفاء، وكل صلة أرضية لم تتصل بالسما جفَاء ..  ومشى بي ومشيت، قطعنا التلال، قال كل تلّ حال، وردنا النبع فألفينا المنطق والطير، قال نقطع النبع طولاً بلا سير، نسير على الماء بلا التماس، ولا ننحرف عن خط التماس، قلت كيف نقطع الماء بلا خطاوي، قال مثلما ينفذ المؤمن من المهالك والبلاوي، قال بالحب .. قلت: والحب أعزك الله أوله غزالٌ جفّال وآخره مآلٌ نوّال، أو قل العكس، أوله منال وآخره اعتزال، والغزال كناية الصد،...

أحمد عيسى - اللا مبالية

صورة
أنا لا أحب المستشفيات وأكره كلمة  (مستشفى)  - مستشفى -  هذه الكلمة تصيبني بالرعب لمجرد النطق بها فضلاً عن زيارة محل الشفاء. وأقول: ألا يمكن للإنسان ان يشفى في المنزل؟  يمكنني ان أصبر على المرض في البيت، فالصبر دواء أحياناً لكنه صعب، إلا انه أقل صعوبة من المكوث في المشفى، على الاقل بالنسبة لي… أتذكر عندما مرض صديقي وكان لابد لي من زيارته، لأن هذا واجب إنساني بل سنة ينبغي المحافظة عليها… في البداية شعرت بخوف يجتاحني وبدأ قلبي يدق.  قلت: يا إلهي ما أصعب هذا الأمر، ظللت أدخل وأخرج عدة مرات بينما ازداد جسمي سخونة وبدأت أعصابي تفتر من الضغط عليها… "لست ذاهب إلى مشنقة انه المستشفى يا رجل"  هكذا قالت: زوجتي وواصلت عملها بكل هدوء،  أترونها؟  هادئة وكأنما لم يحدث أي شيء! يالها من إنسانة قاسية، لم تعرني أدنى اهتمام، تذكرت أنه عندما آلمني ضرسي  قالت: بكل هدوء  – هيا ارتدي ملابسك ودعني آخذك إلى المستشفى – أليس لديك ذرة رحمة يا إمرأة؛ كيف تاخذينني إلى المستشفى في هذا الوقت المتأخر من الليل؟  ربما ينسونني في ركن مظلم من أركانه وسأختنق وأموت. – سأ...

محمد عزوز - نزوح

صورة
  تقول الطفلة لأمها اغلقي النافذة  حتى لا يصلنا الرصاص  وفي منطقة اُخرى تصرخ طفلة اُخرى  افتحي النافذةرائحة البارود في الداخل مخيفة " الاطفال يشعرون بمعنى أن يخسر طفل رائحة الفناء" طرد المسؤول طفلة نازحة عمرها سته اعوام من المدرسة التي كانت مركز ايوا ليفسح المجال لطفلة في ذات العُمر ترتدي زيها الازرق وتنشد  " لي قطة صغيرة  اسميتها سميرة"  ليس هنالك اقذر من حرب يموت فيها الاطفال  والقطط من تتلقى الانشاد والمدح في مناطق المتمردين تعرض للتعذيب لأنه يشبه افراد الجيش في مناطق الجيش تعرض للتعذيب لأنه يشبه افراد المتمردين في السوق الكبير تعرض للرمي بالحجارة  لأنه فقد عقله " ماذا فعل لله ليتعذب هكذا؟ هل قتل نبياً تحت التشيد ؟ " نظر الى السماء وقال  في حياة اُخرى اخلقني سيئاً جداً وليس عاشقاً سي الحظ لاستحق كل تلك الجنائز الصامته في نافذة استخراج الاوراق الثبوتية  كُتب " لا توجد اوراق للولادات الجديدة دار الجنائز استهلكتها،  هكذا اصبح يولد الاطفال  دون أن يعرفوا أنهم ولدوا ويموتون متفاجيئين  متى ولدنا؟

أبية الريح - العاطفة الزاهدة: تصوّف القلوب

صورة
▪︎ مقدمة في قلب الصخب، حيث تصطخب الأرواح في مزاد التعلّق، ينسحب الزاهد بصمتٍ لا يشبهه صمت. يقطع خيوط الوهم التي نسجها الغرام، فيتحرر من حبال القيد التي تسمّى "حبًا". ليس عداءً للحب، بل فهمٌ عميق لجذوره، كمن يرى ظل الشجرة ثم يدرك أن الأصل تحت التراب، لا فوقه. هكذا يخرج الزاهد من مدارات العاطفة، لا فرارًا منها، بل رغبةً في اتساعٍ أرحب، حيث المحبة بلا اشتراط، والتعلّق بلا تقييد. ▪︎ العاطفة بين التملّك والتحرر حين تُولد العاطفة، تولد معها بذرة التملّك. نُحب لأننا نبحث عمّن يملأ نقصنا، كأن القلوب فجواتٌ تفتّحت في أعماقنا، نرجو ملأها بمن نختار. لكن الزاهد يرى غير ذلك، لا ينظر إلى القلب كوعاء ينتظر الامتلاء، بل كنبعٍ يتدفّق من ذاته، فلا يرجو من أحدٍ قطرة. إنه ذاك العارف الذي اكتشف أن الحبّ الحقيقي ليس في الأخذ، بل في العطاء الذي لا يشترط عودة، ولا يترقّب مكافأة. هنا، تكمن الفلسفة: الحب كفعلٍ مستقل، كصلاةٍ لا تُسمع سوى في داخلك. أليس المتصوّف يصلي بصمتٍ داخلي، لا يعنيه مَن ينظر إليه؟ كذلك الزاهد في الحبّ، يحبّ في سره، ويبتسم كما لو أنه رأى سرًّا غائبًا عن الأعين. الحب عنده كالماء في ...

نسيبة شرف الدين - بين الرياح والذاكرة

صورة
تخيل يا صديقي، أن تنظر إلى مخمص قدميك وتجدها مشققة، وهي تجف من التعرق المعتق برائحة الجلد الملّل، مغموسة داخل هذا النعل المرقَّط. الدماء جافة... تأمل، يا صديقي، أنك جالس بمأمن من الرياح العاتية أسفل تل رمل صغير في صحراء وحيدة. تحاول أن تستنشق نصيبك من الهواء، وأسنانك البيضاء غدت شديدة الصفار والتعفن. ثم تأتي الرياح، تحمل تلك الرمال صوب وجهك المكتظ بفتات التراب الناعم، إذ تخفي ملامح وجهك النضير. أغمض عينيك، علَّها تكون خاتمة العواصف. تخيل، يا صديقي، أن تستفيق هكذا بلا ماضٍ أو مُتَّجه أو حتى متكأٍ رحيمٍ. في تلك الرمال، يا صديقي، كل ما عليك أن تجرّ كفة يدك وتمررها على وجهك، علَّ أهدابك تمنحك بصيص الرؤيا لتبصر ما حولك. رداؤك، يداك الملفوفتان بطقِّ قشور الثعابين، شعرك الخمري المبطن... لتقل في نفسك: ما هذا؟ ما هذا الزي؟ بربِّك، هذه الصحراء؟ ما هذا القرف؟ ممزقٌ، مقززٌ، كأنه نُزع تَوَّاً من جلد جِيفة لقيت حتفها من لدغة زاحف مسموم اللعاب، مسمغ جاف خشن، باهت الألوان معطر برائحة التعرُّق لحظة تتدفق فيها الأدرينالين. تخيل، يا صديقي، أن تحاول النهوض وأن تصارع الرياح. مجرد محاولة، مثلاً، التشبث بالر...

أحمد عجيب - القبول في الفن

صورة
القبول هو المنطقة البرذخية بين فنان وآخر  والقبول لا يخضع لأداوات ومهارات ايا منهما  وقد تجد فنانا مكتمل الأدوات كامل الحضور متمكن مهيمن مثقف حاضر الذهن مؤهل اكاديميا وموهوب  هذا الفنان نظريا متجاوز وهو الاولى بالمقدمة لكن لا  للقبول راى آخر  وتجد فنانا محدود القدرات يتحرك فى مساحات محدودة او لنقل هو اقل قدرات من الأول تماما  لكنه فى المقدمة   ما المشكلة؟ لماذا يتجاهل الجمهور النموذج الأول بكل هذة الطاقة الجبارة( تمثيل ..إخراج..نقد .تشكيلى... مطرب الخ ...)  يتجاهل هذة الطاقة ويلتف حول النموذج الثانى؟ لماذا ؟ انه القبول   إذن لماذ يرفض الجمهور فنانا وهو لا يعرفه فى الواقع ولم ير منه ما يسوءه؟ لماذا يلتف مع الثانى وهو بنفس ظروف الاول؟ حسنا  تنعدم الكيمياء بينك والاخر لسبب واحد  مشكلة لديك او مشكلة لديه  لا يوجد عداء مجانى ولا عدم قبول مجانى  سلوكك الشخصى فى دائرتك الخاصة(زملاء العمل او حتى اسرتك الصغيرة) سلوكك هذا ينتج الكيمياء الايجابية  او السلبية  ومركز عدم القبول هو القلب  والقلب النقى النظيف م...

محاسن صديق - إلى محاسن الأخرى

صورة
قَلِّمي تلك الشجيرات  و الأشوا( ك/ق ) كي لا تسُدَّ عليكِ الطريقَ .. أو تحجبَ رؤاكِ ..  قد تكون البساطةُ أشدَ حاﻻتِ العقل خشونةً ..! اعتمدي أساليب اللاحياة ... الرمادية  و اﻻعتياد  أو الهروب ...  بعضَ الغرائبيات و اللا منطق قد تُنبتُ لكِ أجنحة.ً فتحلقين  و  تُناهزينَ السحابَ و تلك المقاماتِ الروحية الرفيعة . ................................................. تدهشني النجيمات التي تفلت من بين أناملك.. و تهديني أروع خاطر..منينة ..أمنية..أماني Amani Bengawi

عطية بادي - وهكذا

صورة
كان أبي فظاً غليظ القلب من قبل أن أولد أنا ، ولما حبلت بي أمي أصيبت بوعكة وكان رأي الطبيب إما إنزال الجنين أو إحتمال التضحية بحياة الأم في حال اكتمال نموه . ولما سأل والدي الطبيب عن نوع الجنين قال له إنه ذكر فطلب والدي الإبقاء على الإحتمال الثاني وكنت أنا وماتت أمي . تزوج أبي بتوأم أمي لأنها الأنسب لتربيتي ورعايتي ولما حبلت أصيبت بنفس وعكة توأمتها أمي ولما علم والدي أن الجنين أنثى طلب من الطبيب إنزاله . عاشت أمي الثانية وأجهضت أختي .

في رثاء ود الشيخ

صورة
  أيُّها الطيف  ... غادرتَنا خِفافًا كأنَّكَ ريحٌ تهامَسَتْ معَ الغيبِ،  أتراكَ سمعتَ نداءً من بَعدِ السِّترِ فخلعتَ الجسدَ كعِباءةٍ بالية؟ أيُّها الرُّوحُ، لَمْ تَعُدْ مَسجونًا في زِنزانةِ اللحمِ والعَظم، فقد خرجتَ من ضَجيجِنا إلى صَمتٍ يتهادى تحتَ قُبَّةِ الحقِّ. كم كانتْ الأرضُ تضيقُ بخُطاك، فتضجُّ أقدامُكَ بالحنينِ إلى المدى، وكم كان الجسد سَجّانك، يُثقِلُكَ بشهواتِه وقيودِه، فلمَّا جاءَك الموتُ، لم يكن إلا مفتاحًا لبابِ السر، لم يكن إلا يدًا خفيَّة نزعتْ عنكَ الوهمَ، لتُلقيكَ في حَقيقةِ النُّور.  نراكَ، ولكن في مَدى آخر، كأنَّكَ غيمةٌ عَبَرَت سماءَنا، تاركة المطر ذكرى لا تُمحى. أتراك أدركت الآن ما كنَّا نتوهَّمه؟ هل سطع لكَ سرُّ (لِمَ) و(كيفَ)؟ هل رأيتَ العالم عارياً من أثوابِ الزَّيفِ التي نَلبسُها؟ نَحنُ يا صاحِبَ الرُّوحِ المُتحرِّر، ما زلنا نسير على درب من رماد، ما زلنا نُلقي أسئلتَنا في فراغٍ لا يجيب، وأنتَ الآنَ بينَ عِباءةِ الحقائقِ، تُبصرُنا صَغارًا في وهمِنا، تُبصرُ الحياة كأنَّها مَوجةٌ تتكسرُ على شاطئ الأبد.  ما أضيق الحياة حين نحسَبُها حياة،...

إلى بهنس في ذكرى الشتاء - أبية الريح

صورة
  في ذكرى الشتاء ...  إلى الروح التي استلقت على عتبة الغياب إلى اليد التي رسمت الفوضى وتركت الكون معلّقًا فوق خط النسيان أهديك العدم، أنين النجوم المطفأة في مداراتها وصدى الخطى على جليد الصمت حين تشقّه أصابع الريح. ...  أهديك شجار طفلين في ساحة حلم، حيث الرمل نبيّ، والجوع مؤذن والضحكات قناديل تطفئها زوابع الليل أهديك الغربة، صرخة الموتى على ألسنة الأحياء وصمت التربة حين تُحكى لها أساطير العابرين. ... ها هو النيل، مجرّد وهم في قارورة بلاستيكية يباع تحت شمس لا تملك حتى ظلّها. ها هي الأسواق تغني فيها الأرواح المكسورة أهازيج الجوع والبضائع، مثل أحلام الفقراء، لا تعرف سوى أيدي الحزن. ... أهديك متمردًا هرب من رحم الدفء ليبحث عن وطن في عناق الرياح ووجد نفسه مصلوبًا في برد الشوارع، حيث المطر يهطل ليغسل الذنوب عن أرصفة قاسية. ... (لا شيء) هو الإرث الذي تركه الغياب  وهو المعنى الذي نحمله حين نقطع وديان السهو مشيًا على خيط وهميّ من الأسئلة باحثين عن إشارات في دخان المدن المتعبة علّنا نجد في انحناءات الحكايات فسحة ضوء تشبه ابتسامتك الأخيرة. ... بهنس أنت الذي كتب الفوضى بريشة الي...